الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        409 حدثنا يحيى بن صالح قال حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن أنس بن مالك قال صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم صلاة ثم رقي المنبر فقال في الصلاة وفي الركوع إني لأراكم من ورائي كما أراكم

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله في حديث أنس ( صلى لنا ) أي لأجلنا . وقوله : ( صلاة ) بالتنكير للإبهام . وقوله : ( ثم رقي ) بكسر القاف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال في الصلاة ) أي في شأن الصلاة ، أو هو متعلق بقوله بعد ( إني لأراكم ) عند من يجيز تقدم الظرف . وقوله : ( وفي الركوع ) فرده بالذكر وإن كان داخلا في الصلاة اهتمام به إما لكون التقصير فيه كان أكثر ، أو لأنه أعظم الأركان بدليل أن المسبوق يدرك الركعة بتمامها بإدراك الركوع .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كما أراكم ) يعني من أمامي . وصرح به في رواية أخرى كما سيأتي . ولمسلم إني لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي وفيه دليل على المختار أن المراد بالرؤية الإبصار ، وظاهر الحديث أن ذلك يختص بحالة الصلاة ، ويحتمل أن يكون ذلك واقعا في جميع أحواله ، وقد نقل ذلك عن مجاهد . وحكى [ ص: 614 ] بقي بن مخلد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يبصر في الظلمة كما يبصر في الضوء . وفي الحديث الحث على الخشوع في الصلاة والمحافظة على إتمام أركانها وأبعاضها ، وأنه ينبغي للإمام أن ينبه الناس على ما يتعلق بأحوال الصلاة ، ولا سيما إن رأى منهم ما يخالف الأولى . وسأذكر حكم الخشوع في أبواب صفة الصلاة حيث ترجم به المصنف مع بقية الكلام عليه إن شاء الله تعالى .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية