الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
796 - وعنه ، أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى يستوي قاعدا ، رواه البخاري .

التالي السابق


796 - ( وعنه ) ، أي : عن مالك المذكور ( أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي ، فإذا كان في وتر ) ، أي : فرد ( من صلاته ) ، أي : عددها ، قال القاضي : المراد بالوتر الركعة الأولى والثالثة من الرباعيات ( لم ينهض ) ، أي : لم يقم ( حتى يستوي قاعدا ) ، أي : حتى يقرب إلى القعود قاله ابن الملك : وقيل : أي يجلس للاستراحة ثم يقوم ، ولعله فعل ذلك لعذر أو لبيان الجواز ، قال القاضي : هذا دليل على استحباب جلسة الاستراحة ، قال ابن حجر : ودعوى الطحاوي أنها ليست في حديث وهم عجيب منه ، وأما حديث وائل بن حجر أنه - عليه السلام - كان إذا رفع رأسه من السجود استوى قائما فغريب ، وبفرض عدم غرابته محمول على بيان الجواز ، وقول أحمد أكثر الأحاديث على عدم التعرض لها نفيا وإثباتا لا يؤثر بعد صحة التعرض لها إثباتا كما علمت اهـ .

ولا يخفى أن قوله : حتى يستوي قاعدا نفي لبيان جلسته كما علمت ، قال ابن الهمام : ولنا حديث أبي هريرة قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهض في الصلاة على صدور قدميه ، أخرجه الترمذي وقال : عليه العمل عند أهل العلم ، وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود أنه كان ينهض في الصلاة على صدور قدميه ، وأخرج نحوه عن علي ، وكذا عن ابن عمر ، وابن الزبير ، وكذا عن عمر وأخرج عن الشعبي قال : كان عمر وعلي وأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهضون في الصلاة على صدور أقدامهم ، وأخرج عن النعمان بن أبي عياش : أدركت غير واحد من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فكان إذا رفع أحدهم رأسه من السجدة الثانية كانوا أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأشد اقتفاء لأثره ، وألزم لصحبته من مالك بن الحويرث على خلاف ما قال فوجب تقديمه ، ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية