الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            [ ص: 454 ] باب الهيئة إلى الجمعة .

                                                                                                                                            قال الشافعي ، رحمه الله تعالى : " أخبرنا مالك عن الزهري عن ابن السباق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في جمعة من الجمع : يا معشر المسلمين إن هذا يوم جعله الله تبارك وتعالى عيدا للمسلمين فاغتسلوا ومن كان عنده طيب فلا يضره أن يمس منه وعليكم بالسواك ( قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : وأحب أن يتنظف بغسل وأخذ شعر وظفر وعلاج لما يقطع تغيير الريح من جميع جسده وسواك ويستحسن ثيابه ما قدر عليه ويطيبها اتباعا للسنة ولئلا يؤذي أحدا قاربه " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا كما قال . قد ذكرنا استحباب غسل الجمعة والبكور إليها لكن يختار ذلك بعد حلق الشعر ، وتقليم الأظافر وتنظيف الجسد من الوسخ ، وعلاج ما يقطع الرائحة المؤذية من الجسد ، والسواك ، ومس الطيب ، ولبس أنظف الثياب ليكون على أحسن هيئة وأجمل زي ، لما روى الشافعي من الحديث المتقدم ، ولرواية أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من اغتسل يوم الجمعة ، واستاك ، ولبس أحسن ثيابه ، ومس طيبا إن وجده ، وأتى الجمعة ، ولم يتخط رقاب الناس ، وأنصت حتى يخرج الإمام ، كانت كفارته من الجمعة إلى التي تليها .

                                                                                                                                            قال أبو هريرة : وزيادة ثلاثة أيام ؛ لأن الله سبحانه يقول : من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها [ الأنعام : 16 ] .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية