الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      عبد الله بن سلام ( ع )

                                                                                      ابن الحارث . الإمام الحبر ، المشهود له بالجنة أبو الحارث الإسرائيلي ، حليف الأنصار . من خواص أصحاب النبي ، صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      حدث عنه أبو هريرة ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن معقل ، وعبد الله بن حنظلة بن الغسيل ، وابناه : يوسف ومحمد ، وبشر بن شغاف ، وأبو سعيد المقرئ ، وأبو بردة بن أبي موسى ، وقيس بن عباد ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وعطاء بن يسار ، وزرارة بن أوفى ، وآخرون . [ ص: 414 ]

                                                                                      وكان فيما بلغنا : ممن شهد فتح بيت المقدس . نقله الواقدي .

                                                                                      قال محمد بن سعد : اسمه : الحصين ، فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم- بعبد الله .

                                                                                      وروى قيس بن الربيع - وهو ضعيف - عن عاصم ، عن الشعبي ، قال : أسلم عبد الله بن سلام قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعامين . فهذا قول شاذ مردود بما في " الصحيح " من أنه أسلم وقت هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم- وقدومه .

                                                                                      قال ابن سعد : هو من ولد يوسف بن يعقوب - عليهما السلام- وهو حليف القواقلة .

                                                                                      قال : وله إسلام قديم بعد أن قدم النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة ، وهو من أحبار اليهود .

                                                                                      قال عوف الأعرابي : حدثنا زرارة بن أوفى ، عن عبد الله بن سلام ، قال : لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم- المدينة ، انجفل الناس عليه ، وكنت فيمن انجفل ، فلما رأيته ، عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب . فكان أول شيء سمعته يقول : يا أيها الناس ، أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وصلوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام .

                                                                                      وروى حميد ، عن أنس : أن عبد الله بن سلام أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مقدمه [ ص: 415 ] إلى المدينة ، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمها إلا نبي . ما أول أشراط الساعة ؟ وما أول ما يأكل أهل الجنة ؟ ومن أين يشبه الولد أباه وأمه ؟ .

                                                                                      فقال : أخبرني بهن جبريل آنفا . قال : ذاك عدو اليهود من الملائكة .

                                                                                      قال : أما أول أشراط الساعة فنار تخرج من المشرق ، فتحشر الناس إلى المغرب ، وأما أول ما يأكله أهل الجنة ، فزيادة كبد حوت ، وأما الشبه ، فإذا سبق ماء الرجل ، نزع إليه الولد . وإذا سبق ماء المرأة ، نزع إليها . قال : أشهد أنك رسول الله .

                                                                                      وقال : يا رسول الله ، إن اليهود قوم بهت ; وإنهم إن يعلموا بإسلامي بهتوني ، فأرسل إليهم ، فسلهم عني .

                                                                                      فأرسل إليهم . فقال : أي رجل ابن سلام فيكم ؟ قالوا : حبرنا ، وابن حبرنا ; وعالمنا ، وابن عالمنا . قال : أرأيتم إن أسلم ، تسلمون ؟ قالوا : أعاذه الله من ذلك . قال : فخرج عبد الله ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله; وأن محمدا رسول الله . فقالوا : شرنا وابن شرنا ; وجاهلنا وابن جاهلنا . فقال : يا رسول الله ، ألم أخبرك أنهم قوم بهت
                                                                                      .

                                                                                      عبد الوارث : حدثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس ، قال : أقبل نبي الله إلى المدينة . فقالوا : جاء نبي الله . فاستشرفوا ينظرون ، وسمع ابن سلام - وهو في نخل يخترف- فعجل قبل أن يضع التي يخترف فيها ، فسمع من النبي - صلى الله عليه وسلم- ثم رجع إلى أهله . فلما خلا نبي الله ، جاء ، فقال : أشهد [ ص: 416 ] أنك رسول الله ، وأنك جئت بحق . ولقد علمت اليهود أني سيدهم وابن سيدهم ، وأعلمهم وابن أعلمهم ، فسلهم عني قبل أن يعلموا أني قد أسلمت ، فإنهم إن يعلموا أني قد أسلمت قالوا في ما ليس في ، فأرسل إليهم فجاءوا ، فقال : يا معشر اليهود ، ويلكم ! اتقوا الله ، فوالله إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا ، وأني جئتكم بحق . فأسلموا . قالوا : ما نعلمه . قال : فأي رجل فيكم ابن سلام ؟ قالوا : ذاك سيدنا وابن سيدنا ، وأعلمنا وابن أعلمنا ، قال : أفرأيتم إن أسلم ؟ قالوا : حاشى لله ، ما كان ليسلم . فقال : اخرج عليهم . فخرج عليهم ، وقال : ويلكم اتقوا الله ، فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله حقا . قالوا : كذبت . فأخرجهم رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .

                                                                                      ابن إسحاق ، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في ابن سلام ، وثعلبة بن سعية ، وأسد بن عبيد : ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة الآيتين . [ ص: 417 ]

                                                                                      مالك ، عن سالم أبي النضر ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه : قال : ما سمعت رسول الله يقول لأحد إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام ، وفيه نزلت : وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله .

                                                                                      حماد : حدثنا عاصم بن بهدلة ، عن مصعب بن سعد ، عن أبيه : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال : يدخل من هذا الفج رجل من أهل الجنة . فجاء ابن سلام .

                                                                                      وجاء من غير وجه : أنه رأى رؤيا ، فقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال له : [ ص: 418 ] تموت وأنت مستمسك بالعروة الوثقى إسنادها قوي .

                                                                                      قال ابن سعد : أخبرنا حماد بن عمرو : حدثنا زيد بن رفيع ، عن معبد الجهني ، عن يزيد بن عميرة : أنه لما احتضر معاذ ، قعد يزيد عند رأسه يبكي . فقال : ما يبكيك ؟ قال : أبكي لما فاتني من العلم . قال : إن العلم كما هو لم يذهب ، فاطلبه عند أربعة . فسماهم ، وفيهم : عبد الله بن سلام ، الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فيه : هو عاشر عشرة في الجنة .

                                                                                      البخاري في " تاريخه " حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن يزيد بن عميرة الزبيدي ، قال : لما حضر معاذ بن جبل الموت ، قيل له : أوصنا يا أبا عبد الرحمن . قال : التمسوا العلم عند أبي الدرداء ، وسلمان ، وابن مسعود ، وعبد الله بن سلام الذي أسلم ، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : إنه عاشر عشرة في الجنة ومن عنده علم الكتاب قال مجاهد : هو عبد الله بن سلام .

                                                                                      قال إبراهيم بن أبي يحيى : حدثنا معاذ بن عبد الرحمن ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه : أنه جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال : إني قد قرأت [ ص: 419 ] القرآن والتوراة . فقال : اقرأ بهذا ليلة ، وبهذا ليلة إسناده ضعيف .

                                                                                      فإن صح ، ففيه رخصة في التكرار على التوراة التي لم تبدل ، فأما اليوم ، فلا رخصة في ذلك ; لجواز التبديل على جميع نسخ التوراة الموجودة ، ونحن نعظم التوراة التي أنزلها الله على موسى - عليه السلام- ونؤمن بها . فأما هذه الصحف التي بأيدي هؤلاء الضلال فما ندري ما هي أصلا . ونقف فلا نعاملها بتعظيم ولا بإهانة ، بل نقول : آمنا بالله وملائكته وكتبه ورسله . ويكفينا في ذلك الإيمان المجمل ، ولله الحمد .

                                                                                      عكرمة بن عمار ، عن محمد بن القاسم ، قال : زعم عبد الله بن حنظلة أن عبد الله بن سلام مر في السوق ، عليه حزمة من حطب . فقيل له : أليس أغناك الله ؟ قال : بلى ، ولكن أردت أن أقمع الكبر . سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول : لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خردل من كبر . [ ص: 420 ]

                                                                                      اتفقوا على أن ابن سلام توفي سنة ثلاث وأربعين .

                                                                                      وقد ساق الحافظ ابن عساكر ترجمته في بضع عشرة ورقة .

                                                                                      الواقدي ، عن أبي معشر ، عن المقبري ، وآخر : أن ابن سلام كان اسمه الحصين ، فغيره النبي - صلى الله عليه وسلم- بعبد الله .

                                                                                      يزيد بن هارون ، وجماعة ، قالوا : حدثنا حميد ، عن أنس : أن عبد الله بن سلام أتى النبي - صلى الله عليه وسلم- لما قدم المدينة الحديث . وفيه قالوا : شرنا ، وابن شرنا . ونحو ذلك .

                                                                                      قال : يقول عبد الله : يا رسول الله ، هذا الذي كنت أخاف .

                                                                                      حماد بن سلمة ، عن ثابت ، وحميد عن أنس ، قال : قدم النبي - صلى الله عليه وسلم- فأتاه ابن سلام ، فقال : سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبي ، فإن أخبرتني بها ، آمنت بك . . . الحديث .

                                                                                      هوذة : حدثنا عوف ، عن الحسن ، قال عبد الله بن سلام : قال أشهد أن اليهود يجدونك عندهم في التوراة . ثم أرسل إلى فلان ، وفلان - نفر سماهم- فقال : ما عبد الله بن سلام فيكم ؟ وما أبوه ؟ قالوا : سيدنا ، وابن سيدنا ، وعالمنا ، وابن عالمنا . قال : أرأيتم إن أسلم ، أتسلمون ؟ قالوا : إنه لا يسلم . فدعاه ، فخرج عليهم ، وتشهد . فقالوا : يا عبد الله ، ما كنا نخشاك على هذا ، وخرجوا .

                                                                                      وأنزل الله : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم
                                                                                      . [ ص: 421 ]

                                                                                      إسحاق الأزرق : حدثنا ابن عون ، عن ابن سيرين ، عن قيس بن عباد ، قال : كنت في مسجد المدينة ، فجاء رجل بوجهه أثر من خشوع ، فقال القوم : هذا من أهل الجنة . فصلى ركعتين ، فأوجز فيهما . فلما خرج ، اتبعته حتى دخل منزله ، فدخلت معه ، فحدثته ; فلما استأنس ، قلت : إنهم قالوا لما دخلت المسجد : كذا وكذا . قال : سبحان الله! ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم . وسأحدثك : إني رأيت رؤيا ، فقصصتها على النبي - صلى الله عليه وسلم- رأيت كأني في روضة خضراء ، وسطها عمود حديد ، أسفله في الأرض ، وأعلاه في السماء ، في أعلاه عروة ، فقيل لي : اصعد عليه . فصعدت حتى أخذت بالعروة . فقيل : استمسك بالعروة . فاستيقظت وإنها لفي يدي . فلما أصبحت ، أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقصصتها عليه . فقال : أما الروضة ، فروضة الإسلام ، وأما العمود ، فعمود الإسلام ، وأما العروة ; فهي العروة الوثقى ; أنت على الإسلام حتى تموت قال : وهو عبد الله بن سلام .

                                                                                      حماد بن زيد ، عن عاصم ابن بهدلة ، عن المسيب بن رافع ، عن خرشة بن الحر ، قال : قدمت المدينة ، فجلست إلى شيخة في المسجد ، فجاء شيخ يتوكأ على عصا له ، فقال رجل : هذا رجل من أهل الجنة . فقام خلف سارية ، فصلى ركعتين ، فقمت إليه ، فقلت : زعم هؤلاء أنك من [ ص: 422 ] أهل الجنة ، فقال : الجنة لله يدخلها من يشاء ، إني رأيت على عهد رسول الله رؤيا : رأيت كأن رجلا أتاني ، فقال : انطلق . فسلك بي في منهج عظيم . فبينا أنا أمشي ، إذ عرض لي طريق عن شمالي ، فأردت أن أسلكها ، فقال : إنك لست من أهلها . ثم عرضت لي طريق عن يميني ، فسلكتها ، حتى انتهيت إلى جبل زلق ، فأخذ بيدي ، فرحل بي ، فإذا أنا على ذروته ; فلم أتقار ، ولم أتماسك . وإذا عمود من حديد ، في أعلاه عروة من ذهب ، فأخذ بيدي ، فرحل بي ، حتى أخذت بالعروة ، فقال لي : استمسك بالعروة . فقصصتها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال : رأيت خيرا . أما المنهج العظيم ، فالمحشر ، وأما الطريق التي عرضت عن شمالك ، فطريق أهل النار ، ولست من أهلها ، وأما التي عن يمينك ، فطريق أهل الجنة . وأما الجبل الزلق ، فمنزل الشهداء ، وأما العروة ، فعروة الإسلام ، فاستمسك بها حتى تموت وهو عبد الله بن سلام .

                                                                                      جرير ، عن الأعمش ، عن سليمان بن مسهر ، عن خرشة ، قال : كنت جالسا في حلقة ، فيهم ابن سلام يحدثهم ; فلما قام ، قالوا : من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة ، فلينظر إلى هذا . فتبعته فسألته . فذكر الحديث بطوله وهو صحيح .

                                                                                      وروى بشر بن شغاف ، عن عبد الله بن سلام : أنه شهد فتح نهاوند . [ ص: 423 ]

                                                                                      قال أيوب ، عن ابن سيرين ، قال : نبئت أن عبد الله بن سلام قال : إن أدركني ، وليس لي ركوب فاحملوني ، حتى تضعوني بين الصفين . يعني قبال الأعماق .

                                                                                      محمد بن مصعب : حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : كان عبد الله بن سلام إذا دخل المسجد ، سلم على النبي - صلى الله عليه وسلم- وقال : اللهم افتح لنا أبواب رحمتك . وإذا خرج ، سلم على النبى - صلى الله عليه وسلم- وتعوذ من الشيطان .

                                                                                      حفص بن غياث ، عن أشعث ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، قال : أتيت المدينة ، فإذا عبد الله بن سلام جالس في حلقة متخشعا عليه سيماء الخير ، فقال : يا أخي . جئت ونحن نريد القيام . فأذنت له ، أو قلت : إذا شئت . فقام ، فاتبعته ، فقال : من أنت ؟ قلت : أنا ابن أخيك ; أنا أبو بردة بن أبي موسى . فرحب بي ، وسألني ، وسقاني سويقا ، ثم قال : إنكم بأرض الريف ، وإنكم تسالفون الدهاقين ، فيهدون لكم حملان القت [ ص: 424 ] والدواخل ; فلا تقربوها ، فإنها نار .

                                                                                      قد مر موت عبد الله في سنة ثلاث وأربعين بالمدينة . وأرخه جماعة .

                                                                                      أخبرنا عمر بن محمد العمري ، وجماعة ، قالوا : أخبرنا عبد الله بن عمر : أخبرنا أبو الوقت السجزي ، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، أخبرنا أبو محمد بن حمويه ، أخبرنا عيسى بن عمر ، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ، أخبرنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن سلام ، قال : قعدنا نفر من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فتذاكرنا ، فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله ، لعملنا . فأنزل الله : سبح لله ما في السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون حتى ختمها .

                                                                                      قال : فقرأها علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حتى ختمها ،
                                                                                      قال أبو سلمة : فقرأها علينا عبد الله بن سلام ، قال يحيى : فقرأها علينا أبو سلمة ، فقرأها علينا يحيى ، [ ص: 425 ] فقرأها علينا الأوزاعي ، فقرأها علينا محمد ، فقرأها علينا الدارمي ، فقرأها علينا عيسى ، فقرأها علينا ابن حمويه ، فقرأها علينا الداودي ، فقرأها علينا أبو الوقت ، فقرأها علينا عبد الله بن عمر .

                                                                                      قلت : فقرأها علينا شيوخنا .

                                                                                      صفوان بن عمرو الحمصي : حدثنا عبد الرحمن بن جبير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك ، قال : انطلق نبي الله ، وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود ، فقال : أروني يا معشر يهود اثني عشر رجلا يشهدون أن محمدا رسول الله ، يحط الله عنكم الغضب ، فأسكتوا . ثم أعاد عليهم ، فلم يجبه أحد .

                                                                                      قال : فوالله ، لأنا الحاشر ، وأنا العاقب وأنا المصطفى ، آمنتم أو كذبتم . فلما كاد يخرج ، قال رجل : كما أنت يا محمد . أي رجل تعلمونني فيكم ؟ قالوا : ما فينا أعلم منك . قال : فإني أشهد بالله أنه نبي الله [ ص: 426 ] الذي تجدونه في التوراة . فقالوا : كذبت . فقال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : كذبتم .

                                                                                      قال : فخرجنا ونحن ثلاثة . وأنزلت : أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد الآية
                                                                                      .

                                                                                      وفي " الصحيح " نحوه من حديث أنس بن مالك ، وهو عبد الله . يعني ابن سلام .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية