من أشهر شروح صحيح الإمام مسلم، واسمه: المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، للإمام يحيى بن شرف النووي المتوفى سنة 676هـ، وهو شرح متوسط، جمع فيه مؤلفه بين أحكام الفقه ومعاني الحديث النبوي.
تفسير الإمام محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة 311 هو أفضل التفاسير، وأوسعها، وأطولها باعًا في العلوم المتعلقة بالقرآن؛ لاهتمامه بما يتعلق بالقراءات القرآنية، وبوجوه اللغة، إضافة إلى أنه يروي الروايات في التفسير بأسانيده عن السلف -رحمهم الله تعالى-.
أحد كتب الفقه الحنفي مع ذكر المذاهب الأخرى، ألفه الإمام علاء الدين الكاساني المتوفى سنة 587هـ، وهو شرح على كتاب شيخه ووالد زوجته علاء الدين السمرقندي الحنفي المتوفى سنة 539 هـ المسمى (تحفة الفقهاء)، الذي هو شرح على مختصر القدوري المتوفى سنة 428 هـ، وهو كتاب سهل العبارة.
من كتب الحديث الستة، جمعه الإمام أحمد بن شعيب النسائي المتوفى سنة 303 هـ، وهو أقل الكتب بعد الصحيحين حديثًا ضعيفًا. وكتاب (المجتبى) جمع بين الفقه وفن الإسناد، فقد رتّب الأحاديث على الأبواب، وجمع أسانيد الحديث الواحد في مكان واحد. وقد اهتم العماء بشرح سنن النسائي، فمن تلك الشروح: شرح السيوطي، وهو شرح موجز، وحاشية السندي.
أول كتاب حديث وصل إلينا كاملاً ومرتبًا على أبواب العلم، ومرتبته في الصحة بعد صحيحي البخاري ومسلم، جمعه الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس الأصبحي، إمام دار الهجرة، وهو صاحب المذهب الفقهي المشهور، المتوفى سنة 179هـ.
فصل الاتصال قال صاحب المنازل ( باب الاتصال ) قال الله تعالى : ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى آيس العقول ، فقطع البحث بقوله : " أو أدنى " . كأن الشيخ فهم من الآية : أن الذي دنى فتدلى فكان من محمد صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أو أدنى : هو الله عز وجل ، وهذا وإن قاله جماعة من المفسرين فالصحيح : أن ذلك هو جبريل عليه الصلاة والسلام ، فهو الموصوف بما ذكره من أول السورة إلى قوله : ولقد رآه...
المسألة السادسة [ ما يعفى عنه من النجاسات ] اختلف الناس في قليل النجاسات على ثلاثة أقوال : فقوم رأوا قليلها وكثيرها سواء ، وممن قال بهذا القول الشافعي . وقوم رأوا أن قليل النجاسات معفو عنه ، وحدوه بقدر الدرهم البغلي ، وممن قال بهذا القول أبو حنيفة ، وشذ محمد بن الحسن فقال : إن كانت النجاسة ربع الثوب فما دونه جازت به الصلاة . وقال فريق ثالث : قليل النجاسات وكثيرها سواء إلا الدم على ما...
فصل المعاصي مجلبة الهلاك ومن عقوباتها : أنها تستجلب مواد هلاك العبد من دنياه وآخرته ، فإن الذنوب هي أمراض ، متى استحكمت قتلت ولابد ، وكما أن البدن لا يكون صحيحا إلا بغذاء يحفظ قوته ، واستفراغ يستفرغ المواد الفاسدة والأخلاط الردية ، التي متى غلبت أفسدته ، وحمية يمتنع بها مما يؤذيه ويخشى ضرره ، فكذلك القلب لا تتم حياته إلا بغذاء من الإيمان والأعمال الصالحة ، تحفظ قوته ، واستفراغ بالتوبة...
زَيْنَبُ بِنْتُ الْأَمِيرِ سُلَيْمَانَ عَمِّ الْمَنْصُورِ الْعَبَّاسِيَّةُ ، الَّتِي يُنْسَبُ إِلَيْهَا الزَّيْنَبِيُّونَ . كَانَتْ طِفْلَةً مَعَ أَهْلِهَا بِالْحُمَيْمَةِ ثُمَّ نَشَأَتْ فِي السَّعَادَةِ ، وَرَأَتْ عِدَّةَ خُلَفَاءَ ، أَوَّلُهُمُ ابْنُ عَمِّهَا السَّفَّاحُ ، ثُمَّ الْمَنْصُورُ ، ثُمَّ الْمَهْدِيُّ ، ثُمَّ الْهَادِي ، ثُمَّ الرَّشِيدُ ، ثُمَّ الْأَمِينُ ، ثُمَّ الْمَأْمُونُ ، وَطَالَ عُمْرُهَا ، وَوَلِيَ أَبُوهَا وَأَخَوَاهَا مُحَمَّدٌ وَجَعْفَرٌ . رَوَتْ عَنْ أَبِيهَا . حَدَّثَ عَنْهَا : وَلَدُهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْإِمَامُ ، وَعَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ الْخَلِيلِ بْنِ مَالِكٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْقُرَشِيُّ ، وَعَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُوسَى الْعَبَّاسِيُّ ، وَالْمَأْمُونُ -وَكَانَ يُكْرِمُهَا وَيُجِلُّهَا ... المزيد
ابْنُ زُولَاقٍ الشَّيْخُ الْعَلَّامَةُ الْمُحَدِّثُ الْمُؤَرَّخُ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زُولَاقٍ الْمِصْرِيُّ ، صَاحِبُ التَّصَانِيفِ . مَوْلِدُهُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ سِتٍّ وَثَلَاثِمِائَةٍ . وَسَمِعَ مِنْ أَبِي جَعْفَرٍ الطَّحَاوِيِّ فَمَنْ بَعْدَهُ ، وَقَدِ ارْتَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ ، وَفَاتَ ابْنُ عَسَاكِرَ أَنْ يَذْكُرَهُ فِي " تَارِيخِهِ " ، قَدِمَهَا سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ ، وَلَمْ تَبْلُغْنِي سِيرَتُهُ كَمَا فِي النَّفْسِ . تُوُفِّيَ فِي ذِي الْقِعْدَةِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ وَلَهُ ثَمَانُونَ سَنَةً . وَقِيلَ : تُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعٍ وَثَمَانِينَ . وَهُوَ حَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَلَفِ بْنِ زُولَاقٍ اللِّيثِيُّ مَوْلَاهُمُ الْمِصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ . وَكَانَ جَدُّ ... المزيد
حَيَاةُ الشَّيْخُ الْقُدْوَةُ الزَّاهِدُ الْعَابِدُ ، شَيْخُ حَرَّانَ ، وَزَاهِدُهَا حَيَاةُ بْنُ قَيْسِ بْنِ رِجَالِ بْنِ سُلْطَانَ الْأَنْصَارِيُّ الْحَرَّانِيُّ . صَاحِبُ أَحْوَالٍ وَكَرَامَاتٍ وَتَأَلُّهٍ وَإِخْلَاصٍ وَتَعَفُّفٍ وَانْقِبَاضٍ . كَانَتِ الْمُلُوكُ يَزُورُونَهُ ، وَيَتَبَرَّكُونَ بِلِقَائِهِ ، وَكَانَ كَلِمَةَ وِفَاقٍ بَيْنَ أَهْلِ بَلَدِهِ . قِيلَ : إِنَّ السُّلْطَانَ نُورَ الدِّينِ زَارَهُ ، فَقَوَّى عَزْمَهُ عَلَى جِهَادِ الْفِرِنْجِ ، وَدَعَا لَهُ ، وَأَنَّ السُّلْطَانَ صَلَاحَ الدِّينِ زَارَهُ ، وَطَلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءَ ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِتَرْكِ قَصْدِ الْمَوْصِلِ ، فَلَمْ يَقْبَلْ ، وَسَارَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَظْفَرْ بِهَا . وَكَانَ الشَّيْخُ حَيَاةُ قَدْ صَحِبَ الشَّيْخَ حُسَيْنًا الْبَوَارِيَّ تِلْمِيذَ مُجَلِّي بْنِ يَاسِينَ ، وَكَانَ مُلَازِمًا ... المزيد
الرَّشِيدُ الْخَلِيفَةُ أَبُو جَعْفَرٍ هَارُونُ بْنُ الْمَهْدِيِّ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَنْصُورِ أَبِي جَعْفَرِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِيُّ الْعَبَّاسِيُّ . اسْتُخْلِفَ بِعَهْدٍ مَعْقُودٍ لَهُ بَعْدَ الْهَادِي مِنْ أَبِيهِمَا الْمَهْدِيِّ فِي سَنَةِ سَبْعِينَ وَمِائَةٍ بَعْدَ الْهَادِي . رَوَى عَنْ أَبِيهِ وَجَدِّهِ ، وَمُبَارَكِ بْنِ فَضَالَةَ . رَوَى عَنْهُ : ابْنُهُ الْمَأْمُونُ وَغَيْرُهُ . وَكَانَ مِنْ أَنْبَلِ الْخُلَفَاءِ ، وَأَحْشَمِ الْمُلُوكِ ، ذَا حَجٍّ وَجِهَادٍ ، وَغَزْوٍ وَشَجَاعَةٍ ، وَرَأْيٍ . وَأُمُّهُ أُمُّ وُلِدٍ ، اسْمُهَا خَيْزُرَانُ . وَكَانَ أَبْيَضَ طَوِيلًا ، جَمِيلًا ، وَسِيمًا ، إِلَى السِّمَنِ ، ذَا فَصَاحَةٍ وَعِلْمٍ وَبَصَرٍ بِأَعْبَاءِ الْخِلَافَةِ ، وَلَهُ نَظَرٌ جَيِّدٌ فِي الْأَدَبِ وَالْفِقْ ... المزيد
ابْنُ السَّلاَّرِ الْوَزِيرُ الْمَلِكُ الْعَادِلُ سَيْفُ الدِّينِ ، أَبُو الْحَسَنِ ، عَلِيُّ بْنُ السَّلاَّرِ الْكُرْدِيُّ ، وَزِيرُ الظَّافِرِ بِاللَّهِ الْعُبَيْدِيِّ بِمِصْرَ . نَشَأَ فِي الْقَصْرِ بِالْقَاهِرَةِ ، وَتَنَقَّلَتْ بِهِ الْأَحْوَالُ ، وَوَلِيَ الصَّعِيدَ وَغَيْرَهُ ، وَكَانَ الظَّافِرُ قَدِ اسْتَوْزَرَ نَجْمَ الدِّينِ سَلِيمَ بْنَ مَصَالٍ أَحَدَ رُءُوسِ الْأُمَرَاءِ ، فَعَظُمَ مُتَوَلِّي الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ ابْنُ السَّلَّارِ هَذَا ، وَأَقْبَلَ يَطْلُبُ الْوِزَارَةَ ، فَعَدَّى ابْنُ مَصَالٍ إِلَى نَحْوِ الْجِيزَةِ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ لَمَّا سَمِعَ بِمَجِيءِ ابْنِ السَّلَّارِ ، وَدَخَلَ ابْنُ السَّلَّارِ ، وَعَلَا شَأْنُهُ ، وَاسْتَوْلَى عَلَى الْمَمَالِكِ بِلَا ضَرْبَةٍ وَلَا طَعْنَةٍ ، وَلُقِّبَ بِالْمَلِكِ الْعَادِلِ أَمِيرِ ... المزيد
مَرْثَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ( ع ) الْإِمَامُ ، أَبُو الْخَيْرِ الْيَزَنِيُّ الْمِصْرِيُّ ، عَالِمُ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَمُفْتِيهَا ويَزَنُ بَطْنٌ مِنْ حِمْيَرَ . حَدَّثَ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ ، وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ، وَأَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ وَعُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، وَابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو وَجَمَاعَةٍ ، وَلَزِمَ عُقْبَةَ مُدَّةً وَتَفَقَّهَ بِهِ . حَدَّثَ عَنْهُ جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُمَاسَةَ ، وَيَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَعَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ القِتْبَانِيُّ ، وَجَمَاعَةٌ . قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ يُونُسَ : كَانَ مُفْتِيَ أَهْلِ مِصْرَ فِي أَيَّامِهِ ، وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ -يَعْنِي مُتَوَلِّيَ مِصْرَ - يُحْضِرُ ... المزيد